مع اقتراب عام 2023 من نهايته، أود أن أسلط الضوء على خمس قصص صحية تبعث على الأمل. فلأول مرة هناك لقاحات ضد الفيروس المخلوي التنفسي. يُعتقد عادة أن الفيروس المخلوي التنفسي هو مرض يصيب الأطفال، ولكن ما يصل إلى 10000 من كبار السن يتوفون بسببه كل عام. يعد اعتماد لقاح واحد فقط من لقاحات هذا الفيروس RSV للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق إنجازاً كبيراً. وأصبحت النساء الحوامل أيضاً قادرات الآن على الحصول على الجرعة لنقل الأجسام المضادة إلى أطفالهن حديثي الولادة.
تفيد تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها أن 17% فقط من كبار السن المؤهلين تلقوا لقاح الفيروس المخلوي التنفسي. ويمكن إلقاء اللوم في ذلك على الحواجز اللوجستية، وكذلك التعب الذي يصيب الشخص بعد تلقي اللقاحات. آمل أن ينظر مسؤولو الصحة الفيدراليون في خيارات الجمع بين لقاحات فيروس كورونا والأنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي الخلوي في مواسم الشتاء المستقبلية.
ثانياً: حققت علاجات السمنة خطوات مذهلة. يعاني 4 أو أكثر من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة السمنة، والتي ترتبط بعدد لا يحصى من النتائج الصحية الضارة. حقق عقار «سيماجلوتيد» Semaglutide، المعروف باسميه التجاريين «ويجوفي» Wegovy و«أوزيمبيك» Ozempic، نتائج ملحوظة في تقليل الوزن وتقليل خطر حدوث مضاعفات لاحقة لمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهناك عقار مماثل، وهو «ترايزيباتيد» tirzepatide، المعروف باسميه التجاريين «زيباوند» Zepbound و«مونجارو» Mounjaro، والذي حقق نتائج أكثر إثارة للإعجاب. هناك أسئلة رئيسية لم تتم الإجابة عنها. على سبيل المثال، ماذا سنكتشف عن العواقب طويلة المدى لهذه الأدوية، والتي من المفترض أن يتم تناولها إلى الأبد؟ كما أنها تكلف أكثر من 1000 دولار شهريا لكل مريض. وعلى المستوى الفردي، أحدثت أدوية السمنة هذه بالفعل تحولاً في حياة العديد من الأشخاص، وهي في طريقها لتحسين حياة الكثيرين.
ثالثاً: ثورة الذكاء الاصطناعي تجعل الرعاية الصحية أكثر أماناً. لقد كنت متشككة عندما بدأت البحث في هذا الموضوع لأول مرة، ولكنني سرعان ما وجدت نفسي متفقة مع رئيس «جوجل هيلث» على أن الذكاء الاصطناعي في الطب يشبه اكتشاف البنسلين في قدرته على إحداث تغيير في عملية تقديم الرعاية الصحية. تعمل عمليات تنظير القولون والتصوير الشعاعي للثدي المعززة بالذكاء الاصطناعي على تقليل معدل حالات السرطان، كما نجح نظام التنبيه المدعوم بالذكاء الاصطناعي في تقليل عدد الوفيات في مستشفيات كاليفورنيا.
لا شك في أنه من الأهمية بمكان توفير الضمانات المناسبة للتكنولوجيا والمضي قدماً بحذر. ولكن الافتقار إلى التقدم السريع أمر غير مقبول، لقد رأينا بالفعل قوة هذه الأداة في جعل الرعاية أكثر أماناً وسهولة الوصول إليها في جميع أنحاء العالم.
رابعاً: أصبح ترياق النالوكسون لإنقاذ من يعرضون حياتهم للخطر بتعاطي جرعة زائدة من المواد الأفيونية، والذي يسمى أيضا «ناركان»، متاحا. وفي وقت حيث يموت ما يقرب من 80 ألف أميركي كل عام نتيجة لجرعات زائدة من هذه المواد الخطيرة، فإن هذه خطوة رئيسية من شأنها أن تقلل من الحواجز التي تحول دون هذا الدواء المنقذ للحياة.
خامساً: توفر علاجات الصحة العقلية الجديدة خيارات لعلاج الأمراض التي يصعب علاجها. وافقت إدارة الغذاء والدواء هذا الصيف على أول دواء يتم تناوله عن طريق الفم لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة. إن عقار «زورانولون»، وهو قرص يؤخذ مرة واحدة يوميا لمدة أسبوعين فقط، لا يمثل علاجاً رائعاً للأمهات الجدد فحسب، بل يعزز أيضاً الحاجة إلى علاج مخاوف الصحة العقلية مثل أي مرض طبي آخر.

* أستاذة في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن.